ما بين غسيل الأموال و الإستثمار الرياضي



 
يذهب الكثير من النقاد الرياضيين والجماهير ومتابعي كرة القدم إلى أن المادة هي العصب الرئيسي والحقيقي للعبة وبدونها لن تنهض أو تتطور أبداً ، ولا أختلف شخصياً عن هذا الرأي ولكني أخالفه في الكثير من جزئياته .
بالسيولة الضخمة تستطيع شراء أي لاعب تستهويه ولكنك لا تملك شراء التاريخ مثلاً أو البطولات، فالإثنان هُما نتيجة لعمل وجهد وتخطيط قصير وطويل المدى ..
مع تدفق سيولة مالية ضخمة من روسيا و أمريكا والخليج للأندية الإنجليزية وخصوصاً شيلسي و مانشيستر سيتي وليفربول نتج عنها بطولات لا تتجاوز كف اليد الواحدة لكل نادي ، رغم أن مصروفات الأندية مجتمعة تتجاوز المليار باوند في سنوات تزيد عن العشر عند أحدهم ولم يكن العائد مُجزي مالياً على الأقل مما يضع الأندية في مفترق طرق لو تخلت رؤوس الأموال عن غسل أموالها في تلك الأندية مما قد يهدم كل ما تم بناءه وبشكل قد يكون مُفجع لعشاقه ولنا في أندية ليدز يونايتد و بورتسموث و بلاكبيرن أمثلة و شواهد ..
فالإستثمار الرياضي هو إستثمار يهدف إلى بناء قاعدة صلبة يرتكز عليها النادي لفترات طويلة من بناء و تأهيل أكاديميات ذات جودة عالية والمحافظة على قدرة النادي على المنافسة بتوازن مالي غير مرهق للميزانيات المالية و قادر على السير بالنادي للأمام دون أي تراجع قد تخلفه مديونيات قد تجعل الحل الأمثل لملاكه هو بيعه لتاجر آخر راغب في تدوير أمواله بشكل مُريب ..
وليس هذا فحسب بل إن القدرة المالية الهائلة عادة ما تقتل المنافسة الشريفة بين الأندية وتقتل حماسة الدوري الذي يتلاعب فيه نادٍ دون الآخرين بوفرة أمواله كما يفعل بايرن ميونخ الآن من إفراغ منافسيه من نجومهم سنة بعد آخرى وكما يفعل برشلونة والريال في الدوري الإسباني ..
 
على الجانب الآخر تجربة نادي أرسنال مع الإستثمار الرياضي (المثالي) مالياً قد يكون جذاباً لأصحاب رؤوس الأموال ولكنه (فشل) في إقناع جماهير النادي و عشاقه على أنه إستثمار مثالي في ظل إبتعاد النادي عن تحقيق أي بطولات منذ آخر بطولة في عام 2005م .
نعم مقياس الجماهير هي البطولات ، ولا شك في ذلك ولكن أين هي كرة القدم من هذا كله ، هي الخاسر الأكبر خصوصاً على المدى البعيد ..
ولهذا استحدثت الويفا قوانين جديدة متعلقة بالأموال النظيفة للحد من الصرف الخيالي للعبة والذي يضرها على المدى البعيد وهذه القوانين تم تطبيقها لهذا العام وستأخذ حيز التفعيل الأمثل في الأعوام القادمة مع إصطدام الأندية بالمتطلبات الجديدة و أهمها هو الصرف بقدر الربح والذي يضمن عدم تدهور الحالة المالية للأندية الذي يترتب عليها عادة على اقل تقدير عدم تسديد رواتب اللاعبين والعاملين بالنادي .
 
أرجوا أن يحقق هذا التفاعل من قبل الويفا العدل لكرة القدم .. والعدل لتنمية اللاعبين والمواهب .. العدل للجماهير العاشقة التي تبحث عن إنصاف عشقها ..
 
تقبلوا مودتي وإحترامي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق