في هذه الصفحة سأكتب في خلاصة أبرز ما جاء في كتاب ملف الهبل العربي للأديب الفلسطيني حسين لوباني الداموني راجياً أن يكون الملخص مُفيداً وهو لا يغني بأي حال من الاحوال عن قراءة وإقتناء الكتاب ..
مقدمة الكتاب:
يبدأ الكاتب في إبراز أهم عيوب المجتمعات العربية من وجهة نظره والتي تتمثل في إعتقادنا أننا على صواب وبأن غيرنا كائن من كان على خطأ .. ومن منظور ديني فنحن أهل الله وغيرنا ( كفرة فجرة ) .. وهذا ما ينتج عنه تسخير النصوص الدينية لتخدم مآربهم واهدافهم رغم تعدد كتب التفسير و خلافية غالبية النصوص عند علماء الدين وهذا ما نتج عنه فرق دينية متصارعة وهو أبرز مظاهر الهبل ..
كل فرقة دينية تدعي أنها الناجية و غيرها ضالة أو كافرة ..
ولكل فرقة أتباع يصفقون ويهزجن لها في محاولة لاستقطاب أكبر عدد من الجماهير الجاهلة حتى بتفاصيل الإختلاف ..
وبالتالي لكل فرقة شيوخها وشيخ مشايخها يبجله الأتباع و يعلون مقامه إلى درجة قد تصل لحد القداسة ..
ثم يتطرق الكاتب في مقدمته لأمراضنا الاجتماعية التي تتلخص في الإدعاء ، التبجح ، النفاق ، الكذب والعنتريات ..
وما يقوم به المجتمع بتسويق الجهل والتحلف والتحجر والتزمت على أنها عقل و علم ومعرفة وحضارة ..
بل وفرض ذلك بقوة السيف و المتفجرات والعبوات الناسفة متناسين أن هنالك أساليب حضارية أجدى وأكثر نفعاً ..
ثم يختم الكاتب مقدمته بتقارير اليونيسكو للثقافة والتي أحصت عدد الاميين في العالم العربي لم يتجاوز الـسبعين مليوناً منهم 38 مليون إمرأة و 12 مليون طفل ( تقريباً ) ..
و بدلا من محاربة الأمية والجهل في عالمنا العربي فإننا نتناحر ونتقاتل فيما بيننا ..
ويختم المقدمة بجملة جميلة جداً حيث يقول:
أية شعوبٍ تلك التي أستمرأت العيش ضمن حدودٍ مصطنعة ومن صناعة المستعمر المحتل ..
فمن يعي أبعاد تلك الجملة ..؟؟
مقدمة الكتاب تميزت بدخولها في صلب الموضوع على طريقة جلد الذات لذا أعتبرها أحد أهم المقدمات التي قرأتها شخصياً مقارنة بمثيلاتها من الكتب ..
***
الفصل الأول:
يبدأ الاديب الجميل فصله الأول ببعض الجمل المستهلكة وأظنه وجدَ أن أهميتها تفوق تكرارها .. فهو يقول:
أمة إقرأ لا تقرأ .. ومن يقرأ هم قلة .. وإذا قرأ لا يستوعب .. وإذا أستوعب صار غريباً في قومه ..
فمع التقدم العلمي في الفلك والرياضيات و الفيزياء لازلنا لا نختلف في تحديد اليوم الأول من رمضان وآخر يومٍ من كل عام قمري ..
في حين أن العلم وصل لمرحلة تحديد موعد كسوفٍ أو خسوف بالساعة والدقيقة والثانية .. عارٌ علينا ألا نعرف والجميع من حولنا يعرفون ..
الأمة في مواجهة عدو علمي عصري مدجج بثقافة العصر مستوعباً التقنيات والتكنولوجيا الحضارية ونحن لا شيء من هذا كله ..
لا يزال منا من يغوص في الجهل مشنغلاً بأسئلة الختان والحجاب واللحية وفوائد الحبة السوداء والتداوي بأبوال الأبل ..
نستهلك كل ما يجود به الغرب من إنتاج علمي وطبي وغيرها ثم نتهمهم بالكفر والإلحاد والإنهيار الخلقي ..
علينا أن نلتفت إلى نظافة عقولنا وتنزيه ما نعتقد من الشوائب التي يلصقها فينا مجموعة الجهلة و المتخلفين ..
ثم أورد الكاتب مجموعة من الأحاديث التي يرى أنها لا تصح قولاً عن رسول الله رغم ورودها في الصحاح:
ثم يورد الكاتب في كتابه بعضاً مما سماه هبلاً سابقاً لا زال يلاحق الناس اليوم كفكرة أن الأرض ثابتة لا تدور وأنها مسطحة .. و اكذوبة الجاذبية و إبطال نظريات نيوتن و غاليليو و أينشتاين و داروين رغم ثبوتها بالحجة والبراهين و التجربة والقياس ..
ثم يضرب مثالاً بما واجهه الملك عبد العزيز (مؤسس المملكة العربية السعودية) من المتشددين الذي حرموا الكهرباء و الطائرات و التصوير و الشرطة و الفاكس و الراديو وغيرها ..
الصفحة الأخيرة من الفصل الأول
***
الفصل الثاني:جاء الكاتب في هذا الفصل على ذكر الجنس ..
حقيقة وجدت صعوبة في تلخيصه لذا سأكتب بعضاً مما جاء ذكره على شكل نقاط تشكل الهدف من الفصل ..
- يعتقد الجهلة أنه لا خيار للنجاة وتحقيق العدل إلا بعقيدتهم التي تجيب على كل الأسئلة ..
- هنالك حجر كامل للعقل ومنع تام لاستخدامه وتخدير للعواطف وقتلٌ متعمد لمشاعر سامية ونبيلة ..
- إن الكثير من الأفراد يمارسون كل يومٍ منكراً وسوءً في سلوكياتهم ولا يحقرون ما يفعلون وينجحون بالظهور بمظهر الأتقياء ..
- لقد تعود الناس على استقباح التصريح في كلامهم بذكر أفعالٍ يفعلونها ولا يستقبحون فعلها ..
وذكر الكاتب جملة من الأحاديث و أبياتاً من الشعر جاءت بذكر الجنس بألفاظٍ يستقبحها المجتمع اليوم ..
وجاء على ذكر إرضاع الكبير مورداً قصة زوجة أي حذيفة ومولا سالم ..
وضرب الكاتب في الفصل الثاني أمثلة على ثلاثة رخص شرعية بين علاقة الرجل والمرأة وهي (الزواج بـ أربعة ، التسرّي بالجواري و وزواج المتعة)
وأضاف:
- كل شيء لم يوجد مُحرماً صراحة فهو مباح مطلقاً وليس في استقباح الناس قياس ..
- ولأن الجنس همٌ اكبر لدى الفرد ولأنه البكر أفضل من الثيّب والصغيرة أفضل من الكبيرة فقد يقترن الشيخ بفتاة تصغره بأعوامٍ كثيرة ..
ثم ضرب أمثلة عديدة عن كتب التراث وما فيها من ذكر الجنس دون تكلّف و ببساطة ومنها مراجع هامة كـ إحياء علوم الدين للغزالي و رسائل الجاحظ ..
ثم يختم الفصل الثاني بـ:
- ألم ندرك بعد أن الجنس أمرٌ يجب أن نكتبه لشبابنا ونعلمهم إياه خيرٌ من اتجاههم لأفلام إباحية ..
- الحياء المسرف ليس إلا وضعٌ نفسي نشأة ونمى نتيجة أوهام و تقاليد وكأنها دين نتمسك به ..
- الحياء المسرف دفع رسائل الجنس للحضور في مراحيض الرجال دون النساء ..
الفصل الثالث:
في هذا الفصل تطرق الكاتب لإنتاج العُربان فيقول:
إن الذين لا يقرأون التاريخ ولا يتعلمون هم انسٌ فقدوا الإحساس بالحياة .. فمن المستحيل أن تنمو الأمة بشكل بيعي وهي محاصرة بالإرهاب السياسي والعقائدي والديني و الاقتصادي والفكري الذي يطوقها ..
مع نمو المزايدة الفكرية والعقائدية بين الناس يصعب على المرء أن يستوعب ما يدور حوله ..
لقد أصبحت الأمة محاصرة بإرهاب الأصوليين الذين استعادوا قواهم بسبب الأزمات السياسية .. أصبحوا يسيّسون الدين و يديّنون السياسة مما فرّق الأمة لشيّع و فرق عديدة كل منهم يعتصم بآياتٍ وأحاديث ..
إن المنغلق ينظر إلى غيره من خلال هويته الدينية والعقائدية أو القومية اللغوية او الحضارية الثقافية ويحكم عليهم ..
يسأل الكاتب: من يحرك جموع الناس اليوم ؟
لقد اختبأت النخب الفكرية والثقافية من مراجعة عواصف التطرف الهوجاء ..
بل إن جميع الفتن منذ عصر صدر الإسلام قامت بإسم الإسلام مع إنها خلافات سياسية اتخذت الدين شعاراً لها ..
نحن اليوم متلبسون بالفوضى و الاضطراب والجهل عندما حاصرنا أنفسنا بمرجعية واحدة جامدة فصرنا نخطئ من أجل خدمتها ..
ثم يأخذنا لتقرير اليونيسكو لعام 1998م والتي جاء على ذكر الإنتاج التقني والتكنولوجي :
من ثم يستعرض شح الإنتاج الأدبي من ذات التقرير:
***
الفصل الرابع:
في هذا الفصل وهو أحد أهم فصول الكتاب يتحدث الكاتب في جزأين عن الجهل والشعوذة والخرافات ومن ثم التشدد والتزمت الديني ..
يبدأ الكاتب بقوله:
إن التخلف لا هوية له ولا دين والحديث عن مريح لجماعة العقلاء و مفزع لساكني الظلمة والهاربين من درب التطور .. فهنالك عداء بين العقل الشرقي و العلوم التطبيقية فرجل الدين التلفزيوني يشتم التلفزيون ويصفه بجهاز لعين ..
ببساطة يمكن الاستنتاج بسهولة أن الحاخام عندما يتحول إلى سمسار فإن القضية تدخل في باب النصب والاحتيال ..
إن ما يدعو للدهشة أنه في عصر التكنولوجيا فإن بركة رجل دين تكاد تلقي العقل في أسواق المال وهي لا تقوم إلا على الأرقام ..
إن صور التخلف تتجسد في الأقوال والأفعال والسلوكيات قديماً و حديثاً فهي ليست وقفاً على أمة دون سائر الأمم ..
يقول الداموني: قال لي كاتب أن هنالك هجوماً على البخاري لإسقاطه فقلت له هل قرأت خزعبلات التلمود المدراشي ؟ فقال لا ..
فأخبرته عن روايات كعب الاحبار في البخاري واحدة تلو الأخرى، كحديث رجم القردة لقردة أنثى زنت (باب مناقب الأنصار) ..
هو يرى أن التاريخ يعيد نفسه كاعتداء الحنابلة على الشوافع بما يُعرف عنها بحوادث بغداد عان 323هـ ..
بالطبع كلٌ يكفر الآخر ويعتبر نفسه ناجياً وكأن روح التشرذم والانقسام مرض لا ينفكون عنه منذ قديم الزمن ..
ثم ينطلق الأديب الداموني للحديث عن الخلافات المذهبية الجذرية منها والفرعية في تفسير القرآن والحديث وعن دموية تلك الخلافات ..
ثم يضرب الأمثلة في أئمة مشهورين كالشعراوي حيث يقول:
لشيخ المفسرين التلفازي الشهير محمد متولي الشعراوي قولا عجيباً في تقدم العرب التكنولوجي يتلخص أن الله منحنا الأموال لنأخذ إنتاج الغرب ونستهلكه !!
ويتابع الشعراوي قوله: بحمد الله أن سخّر للإسلام بني الروم لخدمتهم بتقدمهم التكنولوجي في شتى المجالات ..!!
يكمل الكاتب:
ومن الخرافات قول بن باز مفتى السعودية أن الأرض ثابته لا تدور وأن من يقول غير ذلك ضالٌ مضل يستتاب وإلا قُتل مرتداً ..
ويكمل:
إن زغلول النجار يعمل في أفضل تجارة وأكثرها أماناً وهي تجارة الإعجاز العلمي واصفاً إياه بنجوم العصر .. فـ زغلول يعتمد ببساطة على مراقبة ما ينجزه الغرب من تقدم علمي ثم يخرج آية أو حديثاً ليؤكد أنهم أغبياء وأننا نعلم منذ قرون !!
ثم أنتقل الكاتب للحديث عن إباحة شراء الإماء والجواري من ملك اليمين فهل ورد تحديد لعدد كما هو عدد الزوجات ..؟؟
الجواب لا لذا عددهم عند الاغنياء يرتفع كثيراً
فهارون الرشيد مثلا ً كان لديه 2000 والمأمون 200 المتوكل 4000 والمعتصم 8000
ثم أنتقل الكاتب لبعض الإحصائيات التي تبرز الهبل العربي (التخلف) على النحو التالي:
جرائم قتل العار في الاردن مثلاً تسجل أرقاماً ما بين 25 إلى 28 امرأه تُقتل سنوياً غسلاً للعار .. ولكن هل الرقم حقيقي أم أن الرقم الحقيقي يزيد عن ذلك ..
وفي جانب نصيب الفرد العربي من التعليم فهو لا يتجاوز 340 دولار بينما الإسرائيلي يحصل على ما نصيبه 2500 دولار سنوياً ..
أما في جانب الحريات العامة فترتيب الدول العربية لم يتضمن الخمسين مرتبة الأولى في العالم ..
لبنان في المرتبة 56
البحرين في المرتبة 67
الكويت 78
المغرب 89
الأردن 95
مصر 101
اليمن 103
السودان 105
السعودية 125
ويُضيف في هذا الجانب: دون حرية لا يستطيع المجتمع أن يتقدم لأنه بجانب البحث العلمي يتكئ على حرية المجتمع تفهماً وقبولاً لنتائجه ..
ثم يختم الجزء الأول من الفصل الرابع بقوله: إن المقصود من استعراض نصوص التخلف هو إثارة إحساس الخجل من أنفسنا وإنسانيتنا لتحكيم العقل واللحاق بمسيرة العلم ..
في الجزء الثاني والأخير من الفصل الأخير لكتاب ملف الهبل العربي يصب الكاتب جام غضبه على الخرافات الأساطير والشعوذة والدجل فيقول:
رغم حضورنا في زمن الإنترنت والاستنساخ والعولمة بكافة أوجهها فإن الكثيرين من العُربان لا يزالون يعتقدون بالأساطير ..
يجدر بنا في هذا الزمن الوثوق بالعلم والدين الصحيح لا اللجوء لإعلانات العيادات الروحية التي تدعي علاجاً من الجن او الضعف الجنسي أو العشق ..
حبل المعتقدات الخرافية الفاسدة من شعوذة وسحر وحسد له بداية وليس له نهاية وتمتد جذوره منذ القدم ..
في القرن الواحد والعشرين لازلنا نسعة خلف التخلف بدليل انتشار الخرافات بين المتعلمين كدق الخشب والخرزة الزرقاء ورفة العين و غيرها الكثير على نفس النسق .. بل ولازلنا كمتعلمين لا ندرك الأمراض النفسية أو العضوية كالاكتئاب و الجاثوم والصرع وجهلنا بالتفسير يقودنا مباشرة نحو الخرافة ..
ولازال منا من يتردد على شيوخ تعويذات ومحضري الأرواح و المنجمين ومطاردي العفاريت ونصدق قصصا وألعاب خفة تسترزق من الجهل ..
ولازال البعض يعتقد بحدوث معجزاتٍ تخرق سنن الطبيعة بالرغم من إيمانهم بأن آخر المعجزات للرسول محمد كان القرآن ولا شيء بعده ..
ثم ينتقل الكاتب لمسائل أخرى كالحجاب والختان واللحية وما تفضي إليها من نزاعات وخلافات حادة ..
يقول: لقد باتت قضية الحجاب من أكثر القضايا إلحاحاً لدرجة أنهم نسو قضية فلسطين مثلاً أو الفقر والجوح و غيرها .. وألِّفت آلاف الكتب حول فرضية الحجاب الذي يختلف شكله وطوله و لونه من بلد لبلد وفتاة لأخرى وشيخ لآخر ..
ويزيد: إن الأصولية الإسلامية تجرنا إلى الحديث عن أمورٍ انتهي عمرها الافتراضي منذ زمن إلا في عقولهم المريضة ..
ثم يختم قضية الحجاب بقوله: وهم يتفننوا في فرض تلك المظاهر بشتى الوسائل من الترغيب والترهيب بدلا عن الحكمة والموعظة الحسة ..
وفي مسألة الختان يقول:
أعجب من قول الفقهاء أن ختان المرأة يعدل شهوتها وأن الشيطان يختبئ في غلفة الذكر والأنثى الغير مختونين .. ولقد أكدت دراسات علمية حديثة أنه لا علاقة بين الختان والعفة وقد انحسر ختان الإناث رغم قول الشافعي والطبري بوجوبه ..
ويزيد في هذا الجانب قولاً جميلاً:
كيف أسمح لنفسي أن أتورط في وهمٍ أن الخالق يمكن أن يبدي اهتماما بقطعة جلد تتدلى مني وهو خالقها ..
في ختام كتابه يقول الأديب حسين علي الداموني:
سنظل نتخبط كالمواشي يقودنا انتهازيين و استغلاليين يسعون لتحقيق أهداف دنيوية يجهلها القطيع بدون علم ..
كل الأماني أن يكون جهدي مُفيداً ونافعاً .. و قد أبرزت أهم ما جاء به هذا الكتاب وهو أحد أهم مؤلفات الأديب الفلسطيني المعاصر حسين علي لوباني الداموني ..
مع التحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق