ما قبل الفضائيات و الإنترنت ( رياضي ساخر )


قد يكون الموضوع مستهلكا و سبق أن تطرق له العديد من شباب جيلي سواءً عبر مقالات أو تغريدات أو حتى ( حكاوي قهاوي ) ..
لكن تجربة كل منا وإن تشابهت في قصص تعتبر تجربة مليئة بالذكريات ( العجيبة ) نحكيها دون ملل لـ ( عيالنا ) ..

و تلك القصص و الذكريات تستحق خلوداً تضاهي به خلود عصير فواكه الجواهر الثلاث وحتى السن توب .. 

لا أنسى كيف كنا نكتب رسائل الغزل على ورق ( بمبي ) أو أوراق مسطرة أو حتى ورق مربعات .. المهم أن نكتب و نكذب و الأهم أن نعطر تلك الرسائل ( بالكلونيا ) و ( ننشفها ) عَ المكيف ..

نبعث بالرسائل وننتظر الرد .. يوم إثنين .. أسبوع
قد يأتي الرد حاملاً فرحة تسع ( الحارة كلها ) أو فرحة لا تجيء ..

لا قنوات فضائية ولا إنترنت ولا جوال بكاميرا
يااااادوب القناة السعودية الأولى و الثانية و ( ق1 / ق2 ) في الصيف فقط لأننا أهل جدة محظوظين بجوار مصر ..
جيب الإريَل يمين .. لأ شوية شُمال لأ يمين .. جات جات ( مشوشة يا واد شوية شُمال )

و بحكم عشقي الجامح ( للكورة )
من القصص التي لا أنساها أبداً وهو دافعي لكتابة المقالة ..

مباراة مفصلية هامة في تاريخ الإتحاد في نصف بطولة آسيا عام 1995م والتي أقيمت في دولة الإمارات ..

بداية أنا من جيل الإتحاد اللي ( صحي من نومه ) ليشجع الإتحاد بالوراثة ( كـ معظم الأشياء التي نتوارثها جيلاَ بعد جيل ) رُغماً عنا دون جدل .. نشاهده في فترته المتواضعة ( بطولة كل فين وفين ) ..

المهم 
وصولنا لنصف نهائي بطولة قارية في ذلك الوقت أهم من بطولة كأس العالم التي أقيمت قبلها بعام واحد فقط في أمريكا ..
والمباراة منقولة على التلفزيون ( ياااااااااااااااااه ) ما هذه الرفاهية العظيمة ..؟؟!!

و قبل نهاية الشوط الثاني من مباراة الإتحاد و الشعب الإماراتي و تقريباً ما بعد الدقيقة 90 ينقطع الإرسال و الإتحاد متقدم بهدف عبد الله فوال إن لم تخني الذاكرة ..

خلاص إيش باقي على المباراة .. مبروووووك للشعب الإتحادي الوصول للنهائي
مهما كان الخصم قوياً أو خبيراً فنحن أمام إنجاز تاريخي في ذلك الوقت ..

والفرحة عمت أرجاء جدة .. نهنئ أنفسنا و ( عيال حارتنا ) و ( نطقطق ) على الأهلاوية كعادتنا التي لا نمل منها رغم سطوة الأهلي في ذلك الوقت ( لكن أهيه فرصة وجات لعندنا ) ..

ونصبح على فرح !!!
فرح مين دي ؟؟ عنوان عريض في صحافة اليوم التالي أن الإتحاد ودع البطولة 
أوبببببا !! كيف كده ؟

( أترينّه ) بعد إنقطاع الإرسال ، المباراة أمتدت لـ 9 دقائق وقت بدل ضائع
و ( أترينّه ) فريق الشعب الإمارتي سجل التعادل في الدقيقة 98 و أمتدت المباراة لوقت إضافي ثم ضربات ترجيح
وخسرنا 5-4

كل دا حصل و ما عرفنا إلا اليوم الثاني ..!
يا بخت جيل اليوم بس
نعم هو جيل محظوظ بأعلى انواع التقنية المعلوماتية و الفضائية ..
يتابع مباراته عبر جواله في ( الحمام ) ونحن كنا ( نستنى ) لثاني يوم عشان نعرف النتيجة ..!

بل وفي مباريات الدوري الغير منقوله كنا نتصل على تليفون النادي 
الخط مشغول .. مشغول .. مشغول .. مشغول .. ( أخيراً دق وجانا الرد ) 1-0 صلاح المولد ( طوط طوط طوط ) ..

مو بس كده 
عندما سنحت لي الفرصة للدراسة خارج المملكة .. كنت أعرف نتيجة المباراة من الصحافة السعودية اللي تجينا متأخرة (( يومين )) ..
ولا ابلكيشن ولا يحزنون ..!

وكأني أرى ولدي ( عبودي ) بنظرة ساخرة و ضحكة صفرا ( ايش أم القصص الأسطورية دي ؟ )
وتركني غارق في الذكريات ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق